lundi 10 décembre 2018

تكنولوجيا المعلومات و دورها في المكتبات

:تكنولوجيا المعلومات و دورها في المكتبات


يتسم عصرنا الحالي بالتطور السريع والمستمر ومع تزايد كم المعلومات وتنوعها وتعدد أشكالها واختلاف مصادرها وفى ظل التطور المذهل فى إنتاج وسائل التقنيات الحديثة للاتصالات ونقل المعلومات أصبحت هناك ضرورة لمواكبة كل هذه التغيرات لتقليل الفجوة gap المعلوماتية بين المجتمعات المتقدمة ومثيلاتها النامية ، هذه الفجوة تمثلت فى الفرق بين مجتمع وآخر فى استثمار ما يملكه من معلومات حتى أصبحت المعلومات المقياس والمؤشر الحقيقي للحكم على تقدم الأمم ، فالدول المتقدمة باتت تعي بأهمية المعلومات واعتبرتها سلعة أساسية ومورداً لا ينضب يساهم بفاعلية فى نموها وازدهارها . 

وتكنولوجيا المعلومات (IT Information Technology ، ما هي إلا مجموعة المعارف والمعلومات فى مختلف المجالات والتى يتم تشغيلها وفقا لإجراءات وتقنيات وموارد بشرية وتجهيزات بهدف جمعها وتخزينها ومعالجتها وإتاحة استرجاعها أو تناقلها وبثها ، ويمكن اعتبارها كذلك دمج بين أجهزة الحاسبات المصغرة وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة بهدف استيعاب واختزان واسترجاع المعلومات مهما اختلفت مصادرها وأشكالها ، وقد اصبح للحاسبات الآلية الدور الأكبر فى مجالات تكنولوجيا المعلومات بل إنها تعتبر أساس تقنيات المعلومات المعاصرة .

فالحاسبات تستخدم فى إنتاج أوعية المعلومات المختلفة وفى النشر الإلكتروني وفى إنتاج الأقراص المدمجة التى تعتبر أهم أشكال وسائط اختزان ونقل واسترجاع المعلومات فى الوقت الراهن واحد المصادر الإلكترونية التى يتم تداولها واستخدامها على نطاق واسع ، ناهيك عن دورها فى اختزان واسترجاع المعلومات ودورها أيضاً فى الاتصالات عن بعد والبحث فى شبكات المعلومات المحلية والدولية بالإضافة إلي الإمكانات الهائلة الأخرى التى تتميز بها فى مختلف المجالات وبصفة خاصة فى تطبيقات المكتبات ومرافق المعلومات ، وينبغى على العاملين فى المكتبات ومرافق المعلومات أن يطوروا قدراتهم المهنية ويكون لهم دورهم فى دعم البنية المعلوماتية فى المؤسسات التى يعملون فيها ، فالعالم الآن يعيش عصر ثورة المعلومات وهى الثورة الثالثة بعد تحول دول العالم قاطبة وخاصة الدول المتقدمة من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي ثم إلى المجتمع ما بعد الثورة الصناعية الذي يسمى أيضاً بالمجتمع المعلوماتي لذا فقد اصبح التنظيم المنهجي للمعلومات هو الموجه الأساسي لتشكيل بنية المجتمعات .

فقطاع المعلومات يتكون من :
التعليم– البحوث العلمية – وسائل المعلومات والاتصال – أجهزة الاتصال وبث المعلومات – خدمات المعلومات . إضافة إلى مقومات البنية الأساسية التى تحقق التنمية المجتمعية .
كما أن تقنيات المعلومات فى واقع الأمر ما هي إلا دمج لكل ما يستخدمه البشر فى تخزين وتشغيل واسترجاع وبث المعلومات وهي ترتبط بالمعدات وأجهزة الحاسب الإلكتروني المستخدمة فى معالجة وتخزين واسترجاع المعلومات ، إضافة إلي وسائل الاتصالات عن بعد والوسائط غير التقليدية سواء كانت سمعية أو بصرية أو إلكترونية ، بالإضافة إلى كل ما يمكن استخدامه من معدات ووسائط لتخزين ومعالجة واسترجاع ونشر وبث المعلومات بأساليب تواكب التكنولوجيا الحديثة وتواكب متطلبات العالم المعلوماتي بمعناه الشامل .

تحديات تقنيات المعلومات : 
على الرغم من الإيجابيات العديدة التى تحققت فى عصر المعلومات والتي جعلت العالم كله قرية صغيرة بلا حدود جغرافية أو زمنية أو لغوية أو أية فوارق أخرى قد تحول بين الدول فى البحث وتبادل المعلومات والوصول إليها ، إلا أن هناك إشكاليات عديدة أفرزتها ثورة المعلومات تمثلت فى الجوانب التالية :-
1) إنتشار ظاهرة خطيرة فى المجتمعات المتخلفة والنامية هى الأمية المعلوماتية Information illiteracyوالتىتعنى عدم القدرة على استخدام الحاسبات والإنترنت وتقنيات المعلومات .
2) تعرض الحاسبات إلي الفيروسات عبر الاتصالات بالإنترنت إضافة إلى تعرضها إلي الاختراقات والقرصنة من قبل العابثين الذين يتجاوزون المواقع وقواعد البيانات .
3) إتساع الفجوة المعلوماتية يوماً بعد يوم بين الدول المتقدمة والدول النامية. 
4) نقص التدريب وضعف أساليب التطوير بسبب قلة الموارد المالية وتناقص الدعم اللازم لنقل التكنولوجيا واستثمار التقنيات الحديثة .
5) قصور التخطيط العلمي لاستثمار التقنيات وفقاً للموارد والإمكانات المتاحة ، نتيجة وجود الحواجز النفسية والمعنوية التى خلفتها ثورة المعلومات بين المجتمعات القادرة على استثمار موارد المعلومات وترويجها كسلعة وبين المجتمعات الفقيرة التى لا تمتلك القدرة على ذلك .
6) المستفيد النهائي من المعلومات وخاصة فى دول العالم الثالث غالباً ما يكون فى موقف صعب للحصول على المعلومات التى ربما لا تتاح إلا عبر الإنترنت أو المصادر التقليدية وخلال قواعد البيانات المتخصصة التى يتكلف الاشتراك فيها والحصول على المعلومات منها الكثير من الأموال والموارد البشرية والمادية .

أهمية المعلومات وأنماطها:
إن المجتمعات المتقدمة تنظر إلي المعلومات نظرة واقعية وإيجابية خلاف المجتمعات النامية ، تجلى ذلك فى إستثمارها للمعلومات بجدية واعتبارها سلاح سلمي فعال وسلعة أساسية ومورد هام له دور فى التنمية ويمكن آن نبلور ذلك فى الجوانب التالية :
  •  المعلومات كالكائن الحي تنمو وتزيد ولا تتناقص أو تندثر مع مرور الزمن. 
  •  تعتبر المعلومات سلعة استراتيجية لها دورها فى تنمية المجتمعات والازدهار الاقتصادي .
  •  المعلومات مورد لا ينضب ولا ينتهي أو يجف كالثروات الطبيعية التى خلقها الله فى الطبيعية ، فهى تساهم فى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي للدول إذا ما احسن استثمارها على اكمل وجه .
  •  للمعلومات أهمية استراتيجية لا يمكن إنكارها ، حيث أصبحت سلاحاً قوياً لا يقل عن الأسلحة العسكرية والنووية والدليل على ذلك إنتشار ظاهرة الغزو الثقافي وما يعرف الآن بالعولمة المعلوماتية التى أصبحت تغزو العالم وخاصة الدول النامية فالمعلومات سلاح فعال وخطير حيث يتم تداولها وبثها واستخدامها سلمياً دون أن تشهد قتالاً وحروباً عسكرية بين الأمم . 
  •  المعلومات ثورة سلمية لا تخمد ولا تموت لأنها تعتمد على الفكر والجهد البشرى وإبداعات الإنسان التى لا تنتهى ولا تقف عند حد نتيجة سعيه وجهوده فى استثمار وتوظيف المقومات التكنولوجية والتقنيات الحديثة للحفاظ على نتاجه الفكري والثروة المعرفية المتاحة لديه ، وسعيه أيضاَ إلي إفادة الآخرين منها وتخطى الحواجز الجغرافية واللغوية والزمنية التى تفرضها الظروف والتشريعات .
  •  المعلومات كالمواد الخام الأولية Raw Materials لا قيمة لها بدون إعادة تصنيع وتكون أسعارها متدنية ، إلى أن يتم إعادة تأهيلها بشكلها النهائي القابل للاستخدام وعندئذ تزداد قيمتها وتثمن على قدر أهميتها وتأثيرها ودورها الفعلي فى التنمية الشاملة للمجتمع .
  •  المعلومات كالماء والهواء والغذاء بالنسبة للإنسان لا يمكن الاستغناء عنها والعيش بدونها ، فالإنسان بدونها يعيش بلا هوية أو كيان أو هدف .
  •  المعلومات تنتشر وتنقل عبر العالم وبسرعة مذهلة ، وتدخل أي مكان وتلاحق الإنسان أينما وجد وتكسر كل الحواجز ومن هنا تأتى خطورتها حيث لا يعادلها فى هذه المزايا أي شئ مهما بلغت قدراته وطاقاته .
وتأسيساً على ما سبق فإن للمعلومات دور هام وحيوي فى البحث العلمي والتنمية الشاملة ، إضافة إلى دورها فى اتخاذ القرارات الإدارية ، والارتقاء بالمستوى المهني والفني للكوادر البشرية ، وإنشاء المشروعات وتطوير واقع الهيئات ..

أنماط المعلومات :
تتفاوت أنماط المعلومات فيما بينها على النحو التالي :
1- المعلومات الإدارية : وهى التى تخدم مجالات العمل الإداري والمهني وتتحكم الجهات الإدارية داخل الهيكل التنظيمي الإداري فى انسياب هذه المعلومات من وإلى الفئات المختلفة داخل هذا الهيكل ، بل وتتفاوت قوتها استناداً إلي موقع كل فئة .
2- المعلومات التطويرية : وهى التى يستفاد منها فى تطوير المشاريع وتنمية القدرات الذاتية للأفراد والهيئات والشركات .
3- المعلومات التعليمية أو الدراسية : وتخدم الهيئات التعليمية المختلفة بدءاً من المدارس إلي المعاهد والجامعات .
4- المعلومات البحثية : وتخدم مجالات البحث العلمي والأكاديمي ومنها ايضاً البحوث المؤسسية والبحوث للأهداف الإنمائية .
5- المعلومات التثقيفية والترفيهية .
6- المعلومات الإعلامية (الخدمية)
 : التى تقدمها الهيئات والجهات التى تخدم المجتمع فى مختلف المجالات .

إن المجتمعات المتقدمة وبالتحديد المعلوماتية تمتلك المعلومات بأنماطها السابقة وتوظف تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات فى تخزينها وبثها ، ونظراً لأن قوة المجتمعات الحديثة أصبحت لا تقاس بعتادها العسكري وجيوشها وإمكاناتها الحربية بل من خلال ما تمتلكه وتستثمره من معلومات فإن مجتمع المعلومات يعتمد فى تطوره وتنميته الشاملة على المعلومات وتقنياتها الحديثة ، باعتبارها سلعة ومورد من الموارد الأساسية للتنمية
 .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

تصميم موقع شخصي HTML/CSS

يحتوي هذا الفيديو على مبادئ HTML و CSS لإنشاء مشاريع ويب، المشروع عبارة عن بناء ملف شخصي  portfolio على الويب، يضم صفحة بداية home و...